بداية جديدة.. عام جديد

صباح الخير او مساء الخير.. هابي نيو يير وكل عام والجميع بخير! واسف على عدم تواجدي الايام اللي فاتت كنت مريض والانترنت مفصول، يالله الحين قدرت ارجع! السنه الجديدة بدت وانا للحين ما بديت احط اهدافي لهالسنه : (
الوقت يمر بسرعه، والسنين تركض، فجأة تلقى نفسك في اخر يوم بالسنه تسأل روحك شنو الاحداث اللي مريت فيها هالسنه؟ شنو سويت؟ هل انا نفس الشخص كنت في اول يوم بالسنه؟ اكيد لأ، شلون تغيرت بهالشكل؟ اعتقد الكل لازم يسأل نفسه ويراجع حساباته مع نفسه بكل هدوء ويشوف هل انا قاعد أكمل دربي في المسار الصحيح واللي فيه قاعد أحس بالسعادة والانجاز وان مستقبلي على الاقل امامي (حتى لو مجهول).

مع بداية السنه الجديدة شريت كتاب "طريقي إليك" للكاتبه الشابه سحر غلوم بن علي، لما شفت الكتاب تذكرت اسمها سحر بن علي وقلت هالاسم شايفه لكن وين؟ قلت خل اشتريه، لأني دام تذكرت اسمها فهذا يعني انها كاتبة قدرت ان تجعل من اسمها جزء من ذاكرتي المتواضعه. وصلت البيت وقريت الكتاب واثناء قرائتي تذكرت انها كانت تكتب في جريدة الوطن! ولها مقالات كنت اتابعها (ونشرت وحدة منهم بالبلوغ قبل فترة ليست ببعيدة عن الحب والعيون) اتركم مع بعض المقتطفات من الكتاب، اللي بصراحة بعضها خليته احد اهم مبادئي للعام الجديد!

الخبرة

قال ألدوس كوهسلي: "ان الخبره ليست مجرد احداث تمر بك وانما هي عبارة عن اسلوب تعاملك مع تلك الاحداث" وهذا ما يفسر ان العمر ليس مقياساً للخبره والحكمة، بل ما استفدت وتعلمت من تلك الاحداث.

الأحلام

في احد الايام قال طفل صغير لعائلته: " اريد ان احقق اشياء عظيمة في حياتي، واعرف اني استطيع"، بعد سنوات قال رجل عجوز لعائلته: "كان من الممكن ان احقق اشياء عظيمة في حياتي، اتمنى لو حققتها" قد تسأل نفسك ما علاقة هذا الطفل بالعجوز؟ لكن المضحك المبكي ان هذا الطفل الصغير والعجوز كانا الشخص نفسه!!


الألم

"لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود" حكمة تُقال كثيراً، وقليلاً ما يتم تطبيقها. ذهبت شابة الى والدتها واخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت بالصعاب وانها لا تعلم كيف تتصرف وترغب لو تستسلم لأنها قد تعبت من القتال ومن المقاومة، ويبدو الامر انه كلما حلت مشكلة برزت اخرى بدلاً منها، اصطحبتها والدتها الى المطبخ حيث ملأت 3 أوان بالماء ثم وضعتها عى نيران قوية وبعد وقت قليل اخذ الماء بالغليان، فوضعت في الاناء الاول جزراً، والثاني بيضاً، والاخير حبات بن مطحون، وجعلت الاواني تستمر في الغليان. بعد حوالي عشر دقائق اغلقت مفاتيح الموقد، قم اخرجت الجزر خارج الاناء ووضعته في طبق، ثم اخرجت البيض ووضحته هو الأخر في طبق، ثم صبت القهوة في وعاء اخر، واستدارت لأبنتها وسألتها: "اخبريني، ما الذي ترينه؟" قالت: "جزرا، بيضاً، وقهوة"، فقربت لها الاوعية وسألتها ان تمسك بالجزر وتحسسه، ففعلت الابنة ولاحظت ان الجزر اصبح ليناً، ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها ان تأخذ بيضة وتكسرها وبعد تقشيرها لاحظت الابنة كيف جمد البيض المسلوق، واخيراً طلبت منها الام ان ترشف رشفة من القهوةـ ابتسمت الابنة وهي تتذوق القهوة ذات الرائحه العبقه الغنية.

هنا سألت الابنة والدتها: "وماذا يعني ذلك يا امي؟" فسرت لها والدتها ان كلاً من الثلاثة مواد قد وضعت في نفس الظروف المعادية (الماء المغلي)، ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفه، فالجزر كان صلباً لا يلين، ولكنه بعدما وضع في الماء المغلي اصبح طرياً ضعيفا. البيض كان هشاً، تحمي قشرته الخارجية الهشة مادته الداخلية السائلة، ولكن بعد بقائة في الماء المغلي، اصبح داخله صلباً. ولكن البن المطحون كان مختلفاً لأنه بعد بقائة في الماء المغلي استطاع ان يغير الماء نفسه! وهنا سألت الام ابنتها: "فمن تكوني انت؟" فقالت "عندما تدق ابوابك الظروف غير المواتية، كيف تستجبين لها؟ هل انت مثل الجزر ام مثل البيض ام مثل البن المطحون؟"


السعادة

من أسهل الامور على الانسان ان يلقي سبب تعاسته على الآخرين، لكن نتيجة ذلك ستكون من اصعب واقوى الامور عليه، فهو لم يتحمل مسؤولية حياته وبالتالي لن يتحمل نتيجة ذلك ايضاً. لذا عليك معرفه جذور التعاسة في نفسك ومن اين بدأت حتى يمكنك ذلك من النظر الى الامور بطريقة مختلفه.

سعادتك لم تكن ولن تكون في ايدي الاخرين، فلا احد ينتظر ان تحمل له السعادة على طبق من ذهب فالكل يتخبط في حياته محاولاً الامساك بأول خيط من خيوط السعادة وهذا حال الجميع فاما ان ينجح او يفشل. وهذا هو الحال في التعاسة فلا احد يستطيع ان يشعرك بالتعاسه ان كنت راضيا وسعيدا من الداخل، وفي ذلك قال أبراهام لينكون: "من الصعب ان تجعل انساناً يشعر بالتعاسة بينما هو يشعر بقيمة نفسه ويشعر ان الله الذي خلقه قريب منه"


التفاؤل

عندما تمسك وردة وتنظر الى ألوان وروعه الورد وتنسى الشوك الذي قد يؤلم اصابعك، ستشعر حينها بجمال الطبيعه، وعندما تنظر الى الكوب المملوء بالماء ولا تنظر للفراغ الذي يحويه، فلن تشعر بالعطش ابداً، إن النظرة الجيدة للأمور هي التي تجلب الخير لروحك.


الحب

من منا لا يؤمن بقوة العاطفه واتزان العقل؟ او لا يؤمن انه لو اجتمع الاثنان لحدثت المعجزات! قال سرفانتس: "للحب عينان غريبتان تريان النحاس ذهباً والقبح جمالاً" وقاله مارتين: "انت عاشق عندما تشعر ان الذي ينقصك هو انسان واحد دون البشر جميعاً"!
يتوقع الكثيرون من الأخرين ان يحبوهم بنفس الطريقة التي يحبون بها، لكن الناس تختلف، الافكار والمشاعر كذلك، فاذا التعبير عن الحب يختلف قد نخشى التعبير عن مكنونات مشاعرنا خوفاً من الاستهزاء بها، او اصدار الاحكام علينا وخوفنا من الرفض، لكن لا تخش من ذلك، لا احد يرفض الحب! لو تعلم الانسان كيف يعبر عما بداخله من مشاعر لتبدلت اشياء كثيرة واصبحنا افضل حالاً.


الحرية

الحرية هي ان تختار ما يحلو لك لكن مع تحمل المسؤولية، فلا قيمة لإختيار لا يتحمل صاحبة مسؤولية اختياره، ان تختار شيئاً لهو امر سهل لكن ان تتحمل كل النتائج المترتبه فالقليل يوافق بل ويتحمل ذلك.
ان الحرية قد تكون شخصية للفرد، وقد تكون الهية محكمة من الله، او اجتماعية تهم عامة البشر، فلسنا في عالم لا يحمل غيرنا، ولسنا في دنيا بلا آخره، ولسنا اجساداً بلا ارواح، كل ما علينا ان نراعي جميع الوجهات الثلاث.


الفشل

كل ما علينا ان نفعله لتجنب الفشل ان نتعلم ونتعلم، فالحياة مدرسة والفشل استاذها! النجاح يحتاج لتخطيط وعزيمة ومتى ما اصبح التهور واللامبالاة هو سلاحنا كان لابد ان يكون الفشل هو حصادنا، وقد قال وليام جيمس: "ليس هناك من هو اكثر بؤساً من المرء الذي اصبح اللاقرار هو عادته الوحيدة"


القليل

لا تقلل من قدر شيء فقد يكون القليل هو صانع ما تريد، فقد قال يونخ: "لا تستهين بالنافه على الرغم من انه يبدو شيئاً ضئيلاً، فحبات الرمل الصغيره تصنع الجبال، واللحظات تصنع السنه، والتوافه تصنع الحياة"، كل ما عليك هو الايمان بتلك القوة وانك تستطيع، رددها دائماً انا استطيع، تستطيع عمل كل ما تريد.